الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه وصفوته
من خلقه ؛ نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه ، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين
، أما بعد :
فإن كتاب الله فيه الهدى والنور ، وهو حبله المتين ، وصراطه المستقيم ، وهو ذكره الحكيم ؛ من تمسك به نجا ،
ومن حاد عنه هلك ، يقول الله - عزوجل -
في هذا الكتاب العظيم :
( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً )
هذا كتاب الله يهدي للتي هي أقوم ؛ يعني :
للطريقة التي هي أقوم، والمسلك الذي هو أقوم ، الذي هو خير الطرق وأقومها وأهداها ، فهو يهدي إليه ،يعني :
يرشد إليه ، ويدل عليه ويدعو إليه ؛ وهو توحيد الله وطاعته ، وترك معصيته ،والوقوف عند حدوده ، هذا هو
الطريق الأقوم ، وهو المسلك الذي به النجاة
.
أنزله الله جل وعلا تبياناً لكل شيء ، وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، كما قال - سبحانه - في سورة النحل:
( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )
فهو تبيان لكل شيء ، وهدى إلى طريق السعادة ، ورحمة وبشرى ،
ويقول - جل وعلا - : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ )
هدىً لقلوبهم للحق ، وشفاء لقلوبهم من أمراض الشرك والمعاصي والبدع والانحرافات عن الحق، وشفاء للأبدان
من كثير من الأمراض .
وهو بشرى للإنس والجن ، لكنه - سبحانه - ذكر المؤمنين ؛ لأنهم هم الذين اهتدوا به وانتفعوا به ، وإلا فهو شفاء
للجميع ، كما قال - جل وعلا - :
( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً )
فالقرآن شفاء و دواء للقلوب من جميع الأدواء المتنوعة ؛ أدواءالشرك والمعاصي ، والبدع والمخالفات ، وهو
شفاء لأمراض الأبدان أيضاً ، وأمراضا لمجتمعات ؛ شفاء لأمراض المجتمع وأمراض البدن ، لمن صلحت نيته
وأراد الله شفاءه ،
يقول - جل وعلا - :
( الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِالْحَمِيدِ )
فهو كتاب يخرج الله به الناس من الظلمات ؛ من ظلمات الشرك والمعاصي ، والفرقة والاختلاف ، إلى نور الحق
والهدى ، والاجتماع على الخير ، والتعاون على البر والتقوى، وهذا هو صراط الله المستقيم ، وهو توحيد الله ،
وأداء فرائضه وترك محارمه ، والتواصي بحقه والحذر من معاصيه ومن مخالفة أمره ، هذا هو صراط الله
المستقيم وهذا هو النور والهدى ، وهذا هو الطريق الأقوم ، وقال - سبحانه - في سورة الأنبياء : ( وَهَذَا ذِكْرٌ
مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ.
) ، وقال - سبحانه - في سورة يس : ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ)
هذا هو كتابنا ، هذا هو دستورنا ، هذا هونبراسنا
إن لم نقرأه نحن معاشر المسلمين ، فهل ننتظر من اليهود و النصارى أن يقرؤوه ،
قال تعالى وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) ،
فما أعظمه من أجر لمن قرأ كتاب الله ، وعكف على حفظه ، فله بكل حرف عشر حسنات ، والله يضاعف لمن
يشاء والله واسع عليم..
أختي المسلمة
القرآن العظيم هو كتاب الله الخالد ودستوره السماوي الجامع
ولو أردنا أن نتحدث عن بعض فضله لما استطعنا ولضاق بناالمقام , والآيات والأحاديث في فضل القرآن كثيرة ,
فالقرآن هداية وشفاء ورحمةونور وفرقان وتبيان لكل شئ وبرهان.
فهل يستشعر المسلمة كل هذه المعاني عندما تقراالقرآن ؟؟؟
فالذي يقرأ القرآن يجب أن يستحضر أنه يسمع كلام الله مباشرة , ولكن القرآن يشكونا إلى الله لأننا هجرناه
ووضعناه فوق الأرفف وفي السيارات.
ومن نعمة الله علينا أن القرآن الكريم انزل بلسان عربي مبين مما يسر لنا فهمه والتأثر به , لذلك يجب أن نعرف
محاور القرآن الكريم