في غضون العشر سنين الماضية كان من الصعب على الشاب لقاء حبيبته وكان من المحال اللقاء في ساعات الليل المتأخرة ولكن هذه الأيام وفى إشراقه التكنولوجية المعاصرة أصبح من السهل جدا إن يلتقي الشاب والفتاه في اى وقت ويتحدثا ويرى كل منهما الأخر صوتا وصورة فأصبحت شبكه الانترنت هي المتنفس لهؤلاء الشباب
ولكن يا ترى هل هناك حب على شبكه الانترنت ؟
وإذا كان هناك حب فهل هو مثمر؟
وهل يمكن لإنسان سوى الوقوع في مثل هذا النوع من الحب ؟
أم هو مقتصر على المراهقين أو غير الأسوياء فقط؟
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الزواج عن طريق الإنترنت، فالشباب يجدون في هذا الزواج كسر لكل التقاليد، وفرصة جديدة لاختيار شريك حياتهم بأنفسهم دون أي تدخل من قبل الأهل
الحب الإلكتروني … حب لا يعرف النظرة الأولى
كلمة فسلام فموعد فلقاء، كل هذه الأمور ستكون حاضرة في الموعد المحدد، ولكن وسيلة نقلها ستكون شاشة صغيرة وعدة أزرار وليس أكثر. وبدلا من خطابات المحبين التقليدية، تحولت المشاعر إلى مخاطبات البريد الإلكتروني. وقد يكون هذا الحب جذابا لكثير من الشبان الذين يبحثون عن الحب الضائع في حياتهم، بسبب خجلهم من الحديث وجها لوجه. فيما يعتبره بعضهم وسيلة ممتعة لشغل أوقات الفراغ، وقد يكون حلا لمشكلة الفصل بين الجنسين، وأفضل طريقة تعارف وبناء علاقات قد تفضي أحيانا إلى الزواج. ومن الأمور التي قد تجعل البعض يعارض هذا النوع من الزواج، أن طبيعة الإنترنت مختلفة جدا، فزوار مواقع الزواج لا يكشفون عن هويتهم الحقيقة غالبا، وقليلون هم من يقولون الحقيقة للطرف الآخر. فتجد الشخص يضع في شخصيته كل ما تمنى وجوده فيها ولكنه لم يستطع على أرض الواقع. فتراه يقدم نفسه في أفضل صورة، ولكن قد يتضح بالنهاية أن الشاب الوسيم الطويل ما هو إلا شاب قصير ولا يملك من الجمال ما يمكنه من إغراء أي فتاة. وقد يكون خلف ذلك الاسم الأنثوي الجميل رجل، وخلف ذلك الاسم الذكوري فتاة ناعمة. ففي الإنترنت نحن أشبه ما نكون في حفلة تنكرية.
حلم افتراضي وحقيقة مغايرة
المعروف أن عدد المستخدمين للإنترنت من الشبان في تزايد مستمر حيث تنتعش مقاهي الإنترنت، ناهيك عن دخول خدمة الإنترنت إلى معظم البيوت ولا سيما بعد تخفيض تكلفته مؤخرًا. وبات الحب والزواج والطلاق عبر الإنترنت ظاهرة جديدة ومتفشية في بعض الدول. والكثير من الشبان يعيشون الوهم ويركبون موجة الأحلام ليهربوا من الواقع إلى عالم افتراضي منسوج عبر كلمات خارج الزمان والمكان. وتعتبر تونس أحد أكثر الدول تقدما في شمال إفريقيا في المجال التكنولوجي، حيث يوجد نحو مليون مشترك في شبكة الإنترنت من إجمالي عشرة ملايين نسمة. وعلماء الاجتماع يعتبرون ان تحرر المرأة في تونس خصوصا في السنوات الأخيرة، وانفتاح الشباب التونسيين على حضارات غربية، جعل إقامة هذا النوع من العلاقات ممكنا ومقبولا أيضا. فبعد أن كان يُنظر للحب على أنه أحد المحرمات وكان اختيار الزوجات والأزواج من اختصاص الوالدين، أصبح بإمكان الشباب الاعتماد على أنفسهم وعلى الإنترنت في اختير شريك أو شريكة العمر، متخطيين بذلك الخجل الذي قد يصاحب مثل هذه المواقف. ولكنه من الناحية الأخرى تُعتبر شبكة الإنترنت نوع من الأقنعة التي تشجع عددا كبيرا من الصغار والكبار على خوض مثل تلك التجارب العاطفية.
الإنترنت وسيلة لكسر التقاليد
مواقع الزواج على الإنترنت قد تساعد في التعارف بين الطرفين وبخاصة في المجتمعات المحافظة، لكن دورها في الزواج لا يرتقي إلى دور الخاطبة المتسم بتوفر المصداقية والجدية. والزواج عن طريق الخاطبة تتوفر فيه مقومات الاستقرار والاستمرار لقيامه على أسس ومواصفات معروفة للطرفين مسبقا، بينما يرى البعض أن الزواج عبر الانترنت يخضع لمقاييس شكلية بعيدة كل البعد عن الأسس السليمة المطلوبة للزواج المستقبلي الناجح. ففي السعودية بدأت الفتيات السعوديات باقتحام وسائل جديدة وغير تقليدية للارتباط الزوجي، وهناك عدداً من الفتيات قد عثرن على ضالتهن وسجلن تجارب ناجحة بهذا المجال. فوجدن أن الإنترنت من أهم الوسائل العصرية التي من الممكن استخدامها للبحث عن شريك الحياة، وذلك لما تتيحه هذه التقنية من فرصة التعارف عن بعد بين الجنسين من خلال مواقع المحادثة ومواقع الزواج، ورغم السمة المحافظة للمجتمع السعودي، وحداثة دخول الإنترنت للمملكة. إلا أن عددا من الزيجات قد تمت عن طريق الإنترنت وسجلن بذلك تجربة ناجحة لهذا النوع من الزواج.
زواج الإنترنت مصلحة شخصية
أما الفتيات بالسودان فيبحثن عن الزواج عبر الإنترنت أو صفحات المجلات طمعاً في السفر الى خارج السودان وتغيير أسلوب حياتهن في بلادهن، وهي رحلة بحث عن الراحة ولكنها في نفس الوقت محفوفة بالمخاطر. وان بحث بعض الفتيات عن الأزواج في شبكة الإنترنت، ليس لعدم وجود أزواج في السودان، وإنما لمصلحتهن في الزواج من أجنبي يمكن أن يحقق لهن أمنياتهن في الهجرة خارج السودان، كما أن حالة الإحباط التي تعانيها بعض الفتيات من ذوات الأسر البسيطة، تدفعهن للبحث عن زواج يوفر لهن كل سبل الراحة التي يفتقدنها في منزل أهلهن، وتدفعهن هذه الرغبة إلى البحث عنها حتى داخل شبكة الإنترنت، حتى تسعدن أنفسهن وأسرهن الفقيرة بعد هذا النوع من الزواج.
الحب عبر الانترنت الى