بالأمس القريب مررت بموقف لا أحسد عليه من قبل شخص نكره كنت أعتقدهأخاً عزيزاً ودائماً ما أقول له أخي الحبيب وأدعوا له وأشيد به طوالمعرفتي به والتي تمتد لسنوات ولكنني إكتشفت صدفه إنه منافق عليم اللسانكونه يظهر خلاف مايُبطن ،النفاق هذا الداء العظيم الذي لايجعلك تعرف صديقكمن عدوك ،هذا الداء من يكون فيه لايعرف الخير بل ويضمر الشر كما قيل :
يُعطيك من طرف اللسان حلاوةً
................ ويروغ كما يروغ الثعلب ِ
أنهأحبتي في الله مرضٌ عضال على كُل مسلم مدرك يُريد النجاة والفلاح ان يتخلصمن النفاق وقول الزور والعمل به ،على كل مدرك مؤمن بنبوة محمد صلى اللهعليه وسلم ان يطهّر نفسه من النفاق والرياء والكذب والظلم وكلها مبدأهاوأساسها النفاق نسأل الله السلامة والعافية ،يعز عليك ان تخلص النيةوالطوية وتعامل الآخرين على أساس حب ٍخالص وتفاجأ بمن يظلمك وينمفيك،ويتقوّل عليك بالأقاويل أن ذلك لعارٌ ومذمّة وسبّة ،ونقص بالرجولةوإخلال بالمُثل والمبادئ والقيم ،أن المنافق جبان والمرآئي أجبن ،والنمامضعيف ،والكذاب أفاك ٍأشرّ ،لذا وبناء على كل ماذكرت أطرح لكم اليومموضوعاً عن النفاق علّ الله ان ينفعني وإياكم به وأن يسلّم قلوبناوأفئدتنا من النفاق والكذب والرياء والسمعة أنه ولي ذلك والقادر عليه ،،،،
أطلق بعض العلماء لفظ " الزنديق " على المنافق .
قالابن تيمية : ولما كثرت الأعاجم في المسلمين تكلموا بلفظ الزنديق، وشاعت فيلسان الفقهاء، وتكلم الناس في الزنديق هل تقبل توبته ؟ والمقصود هنا أنالزنديق في عرف هؤلاء الفقهاء هو المنافق الذي كان على عهد النبي صلى اللهعليه وسلم، وهو أن يظهر الإسلامَ ويبطن غيرَه، سواء أبطن دينا من الأديانكدين اليهود والنصارى أو غيرهم، أو كان معطّلاً جاحداً للصانع والمعادوالأعمال الصالحة .
وقال ابن كثير : النفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع : إعتقادي وهو الذي يخلد صاحبه في النار، وعملي وهو من أكبر الذنوب .
وقال إبن رجب : والنفاق في الشرع ينقسم إلى قسمين :
أحدهما:النفاق الأكبر، وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسلهواليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا هو النفاق الذي كانعلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذمّ أهله وتكفيرهم،وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار .
الثاني : النفاق الأصغر، وهو نفاق العمل، وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة، ويبطن ما يخالف ذلك .
وحاصلالأمر أن النّفاق الأصغر كلَّه يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية، قالالحسن : من النفاق إختلاف القلب واللسان، وإختلاف السر والعلانية، وإختلافالدخول والخروج .
وقال : ومن أعظم خصال النّفاق العملي أن يعملالإنسان عملا ويظهر أنه قصد به الخير وإنما عمله ليتوصّل به إلى غرض لهسيئ، فيتمّ له ذلك، ويتوصّل بهذه الخديعة إلى غرضه، ويفرح بمكره وخداعهوحمد الناس له على ما أظهره، ويتوصّل به إلى غرضه السيئ الذي أبطنه .
وقالفي معرض بيان خطورة هذا النفاق : والنفاق الأصغر وسيلة وذريعة إلى النفاقالأكبر، كما أن المعاصي بريد الكفر، فكما يُخشى على من أصرّ على المعصيةأن يسلَبَ الإيمانَ عند الموت كذلك يخشى على من أصرّ على خصال النفاق أنيسلَب الإيمان، فيصير منافقا خالصا .
أركان النفاق :
قالابن القيم: زرع النفاق ينبت على ساقيتين : ساقية الكذب، وساقية الرياء،ومخرجهما من عينين : عين ضعف البصيرة، وعين ضعف العزيمة، فإذا تمت هذهالأركان الأربعة استحكم نبات النفاق وبنيانه، ولكنه بمدارج السيول على شفاجرف هار، فإذا شاهدوا سيل الحقائق يوم تبلى السرائر وكشف المستور وبعثر مافي القبور وحصّل ما في الصدور تبيّن حينئذ لمن كانت بضاعته النفاق أنحواصله التي حَصَّلها كانت كالسراب .
ذمّ النفاق في الكتاب والسنة :
قال ابن القيم : كاد القرآن أن يكونَ كلّه في شأنهم؛ لكثرتهم على ظهر الأرض وفي أجواف القبور .
قال الله تعالى ( هُم العدو فأحذرهم قاتلهم الله أنّا يؤفكون )
قالالطبري: يقول الله جل ثناؤه لنبيه صلى الله عليه وسلم ( هُم العدو ) يامحمد ( فأحذرهم ) فإن ألسنتهم إذا لقوكم معكم، وقلوبهم عليكم مع أعدائكم،فهم عين لأعدائكم عليكم .
وقال : قد هتك الله سبحانه أستارالمنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن، وجلَّى لعباده أمورهم؛ ليكونوا منهاومن أهلها على حذر، وذكر طوائفَ العالم الثلاثة في أوّل سورة البقرة:المؤمنين والكفار والمنافقين، فذكر في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفارآيتين، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية؛ لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم، وشدّةفتنتهم على الإسلام وأهله، فإنّ بلية الإسلام بهم شديدة جدًا؛ لأنهممنسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته وهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوتهفي كلّ قالب يظنّ الجاهل أنه عِلْم وإصلاح، وهو غاية الجهل والإفساد،فلِلّه كم من معقَل للإسلام قد هدموه، وكم من حِصن له قد قلعوا أساسهوخرّبوه، وكم من عَلَم له قد طمسوه، وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه، وكمضربوا بمعاول الشُّبه في أصول غراسه ليقلعوها، وكم عَمُّوا عيون مواردهبآرائهم ليدفنوها ويقطعوها، فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبليّة،ولا يزال يطرقه من شبههم سَرِيَّةُ بعد سريّة، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون (ألا إنهم هُم المفسدون ولكن لايشعرون ) وقال الله تعالى ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا )
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" مثلالمنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة "
وعن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" مثلالمؤمن كالخامة من الزرع، تفيؤها الريح مرة وتعدلها مرة، ومثل المنافقكالأرزة، لا تزال حتى يكون انجعافها مرّة واحدة "
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن أخوف ما أخاف على أمتي كلّ منافق عليم اللسان "
وعن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم من سفر، فلماكان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب، فزعم أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال :" بعثت هذه الريح لموت منافق ! فلما قدم المدينةَفإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات "
صفات المنافقين في الكتاب والسنة :
قالابن القيم : لكل منهم وجهان: وجه يلقى به المؤمنين، ووجه ينقلب به إلىإخوانه من الملحدين، وله لسانان: أحدهما يقبله بظاهره المسلمون، والآخريترجم به عن سرّه المكنون .
أيضاً من صفاتهم التفريق بينالمؤمنين والدّسّ والوقيعة وإشعال نار الفتنة واستغلال الخلافات وتوسيعشقّتها والإفساد في الأرض وادعاء الإصلاح .
التّذبذب والتردّد بين المؤمنين والكافرين ،قال الله تعالى ( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء )
الإفساد بين المؤمنين ،قال الله تعالى ( لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليمٌ بالظالمين )
وعنعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلةمن النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذاخاصم فجر "
البذاء والبيان ،عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبيصلى الله عليه وسلم قال :" الحياء والعِيّ شعبتان من الإيمان، والبذاءوالبيان شعبتان من النفاق "
موقف المسلم من المنافقين :
عدم طاعتهم :
قال الله تعالى ( يا أيها النبي إتق الله ولا تُطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيما )
سبل الوقاية من النفاق :
الإتصاف بصفات أهل الإيمان وترك صفات أهل النفاق .
الجهاد في سبيل الله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من مات ولم يغز ولم يحدّث به نفسه مات على شعبة من نفاق "
كثرة ذكر الله تعالى .
الدعاء .
عنجبير بن نفير قال : دخلت على أبي الدرداء منزله بحمص، فإذا هو قائم يصليفي مسجده، فلما جلس يتشهد جعل يتعوذ بالله من النفاق، فلما انصرف قلت: غفرالله لك يا أبا الدرداء، ما أنت والنفاق؟ قال: اللهم غفرًا ـ ثلاثا ـ، منيأمن البلاء؟! من يأمن البلاء؟! والله إن الرجل ليفتتن في ساعة فينقلب عندينه.
حبّ الأنصار .
عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار .
حب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وحبّ بني هاشم .
قال ابن تيمية : قال بعض السلف: حبّ أبي بكر وعمر إيمان، وبغضهما نفاق، وحبّ بنى هاشم إيمان، وبغضهم نفاق .
الإتصاف التام بالصدق في الأمر كله .
قال ابن تيمية : الصفة الفارقة بين المؤمن والمنافق هو الصدق، فإن أساس النفاق الذي بني عليه الكذب .
ترك البدع والحدث في الدين .
قال ابن تيمية : البدع مظانّ النفاق، كما أنّ السنن شعائر الإيمان .
أسأل الله لي ولكم الهداية وأن يبعدنا عن النفاق والكذب والخيانة وأن يكفينا كيد الخائنين المنافقين الكاذبين .